اهم المقالاتحصرى لــ"العالم الحر"

التعليم ودوره فى تحقيق التنمية الاقتصادية فى ضوء ابعاد التنمية المستدامة

احجز مساحتك الاعلانية


أ.د / منال محمود خيرى

ومسئول تعليم عالى فى جريدة الاخبار المصريه

استاذ تصميم وتطوير البرامج الاقتصادية المساعد – جامعة حلوان
توجد علاقة وثيقة بين الاقتصاد والتربية حيث :
يهدف الاقتصاد في أي مجتمع إلى بناء الإنسان وتشكيله، وتنمية سلوكه لمواجهة المشكلات الاقتصادية، ويعد هذا مسئولية التربية والتعليم بشكل مباشر، ومن ذلك تتضح العلاقة الوثيقة بين الاقتصاد والتربية التي تظهر من خلال الأصول الاقتصادية للتربية.

وترتكز الوظيفة الاقتصادية للتربية على الأسس الآتية:
إن للتربية أثراً اقتصادياً مباشراً في نوعية المهارات المطلوبة في الاقتصاد وفي حجم هذه المهارات.
تعد التربية الأساس في إقامة اقتصاد سليم، فنشر التعليم وتعميمه يعني قوة اقتصادية، حيث إنه يكفل الأساس الثقافي والمعرفي الذي يعد ضرورة للاقتصاد المعرفى .
يرتبط التعليم بالاقتصاد والاستثمار، ويؤكد المضمون الاقتصادي للتربية قيمتها كعملية استثمار، وكذلك أهمية استثمارها في أفراد المجتمع ما يحقق للمجتمع تقدمه ورفاهيته.
وتشير اقتصاديات التنمية الى تناول الجوانب الاقتصادية لعملية التنمية في الدول ذات الدخول المنخفضة. ولا يركز هذا الفرع من فروع علم الاقتصاد على سبل تعزيز التنمية الاقتصاديةوالنمو الاقتصادي والتغير الهيكلي فحسب، بل كذلك يهتم بتعزيز إمكانات السكان عامةً، على سبيل المثال، من خلال تحسين الظروف الصحية والتعليمية وتوفير بيئة عمل صالحة، بالاعتماد على القنوات العامة أو الخاصة على حد سواء.
وفى حين تهتم اقتصاديات التنمية بالدول النامية ، تهتم اقتصاديات النمو بقضايا النمو الاقتصادى فى الدول المتقدمة
ويعتبر العنصر البشرى محور التنمية الاقتصادية والاهتمام الرئيسى لها وتعتبر مؤشرات التنمية البشرية دالة لمستوى التقدم او التخلف للمجتمعات الاقتصادية المختلفة ، وتعتبر قضايا التعليم من اهم مؤشرات التنمية البشرية والاقتصادية من حيث حجم الانفاق على التعليم ، سنوات التعليم النظامى ، معدل التحاق الاناث بالتعليم ، نسبة الاناث الى الذكور ، معدلات الالتحاق بالتعليم الجامعى ، الدراسات العلمية مقابل الدراسات الادبية ، غيرها اضافة الى مؤشرات الدخول الى اقتصاد المعرفة الذى يعد التعليم وتكنولوجيا المعلومات الركيزة الاساسية له .
وتشير تقارير وزارة التربية والتعليم صعود مصر في مؤشرات التعليم بتقارير التنافسية الدولية في عام 2016/2017، لتحصل على المرتبة رقم 134 من إجمالي 139 دولة في مؤشر جودة التعليم الابتدائى، والمركز 28 ضمن 139 دولة فى نسب الالتحاق بالتعليم الابتدائى، أي بفارق 31 مركزا عن العام الماضي.
وجاءت فى المركز 85 ضمن 139 دولة فى نسب الالتحاق بالتعليم الثانوى، والمركز 135 ضمن 139 دولة فى جودة التعليم العام والعالى، والمركز 130 ضمن 139 دولة فى جودة العلوم والرياضيات.
وأوضحت الوزارة في بيانها عن أنه في عام 2014/2015، جاءت مصر في المرتبة رقم 141 من إجمالي 140 دولة (أي خارج التصنيف) في مؤشر جودة التعليم الابتدائى، والمركز 64 ضمن 140 دولة فى نسب الالتحاق بالتعليم الابتدائى، والمركز 81 ضمن 140 دولة فى نسب الالتحاق بالتعليم الثانوى، والمركز 141 ضمن 140 دولة (أي خارج التصنيف) فى جودة التعليم العام والعالى، والمركز 136 ضمن 140 دولة فى جودة العلوم والرياضيات.
ويلاحظ انه على الرغم من حدوث تحسن فى بعض المؤشرات الا ان مصر تعانى من انخفاض مؤشرات التعليم الذى يعتبر الركيزة الاساسية للتنمية البشرية والاقتصادية .
التنمية المستدامة :
التنمية المستدامة (Sustainable Development) تعرف بأنها التنمية التي تُلبي احتياجات البشر في الوقت الحالي دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تحقيق أهدافها، وتركز على النمو الاقتصادي المتكامل المستدام والإشراف البيئي والمسؤولية الاجتماعية.
فالتنمية المستدامة هي عملية تطوير الأرض والمدن والمجتمعات، وكذلك الأعمال التجارية بشرط أن تلبي احتياجات الحاضر بدون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية حاجاتها.
ابعاد التنمية المستدامة :
البعد البيئى : من خلال الحفاظ على الموارد الاقتصادية وترشيد استخدامها وتحقيق التوازن بين الأجيال الحالية والمستقبلية ، الهدف الأمثل للتنمية المستدامة هو التوفيق بين التنمية الاقتصادية والمحافظة على البيئة مع مراعاة حقوق الأجيال القادمة في الموارد الطبيعية خاصة الناضبة منها.
البُعد الاقتصادي:
تهدف التنمية المستدامة بالنسبة للبلدان الغنية إلى إجراء تخفيضات متواصلة في مستويات استهلاك الطاقة والموارد الطبيعية والتي تصل إلى أضعاف أضعافها في الدول الغنية مقارنة بالدول الفقيرة .
البُعد الاجتماعي:
إنّ عملية التنمية المستدامة تتضمن تنمية بشرية تهدف إلى تحسين مستوى الرعاية الصحية والتعليم، فضلاً عن عنصر المشاركة ، والتنمية المستدامة تهدف إلى القضاء على ذلك التفاوت الصارخ بين الشمال والجنوب.
كما تهدف التنمية المستدامة أيضاً – في بعدها الاجتماعي- إلى تقديم القروض للقطاعات الاقتصادية غير الرسمية، وتحسين فرص التعليم، والرعاية الصحية بالنسبة للمرأة.
البُعد التكنولوجي:
تستهدفُ التنمية المستدامة تحقيق تحولاً سريعاً في القاعدة التكنولوجية للمجتمعات الصناعية، إلى تكنولوجيا جديدة أنظف، وأكفأ وأقدر على الحد من تلوث البيئة، كذلك تهدف إلى تحولا تكنولوجيا في البلدان النامية الآخذة في التصنيع، لتفادي تكرار أخطاء التنمية، وتفادي التلوث البيئي الذي تسببت فيه الدول الصناعية، ويشكل التحسن التكنولوجي الذي تستهدفه التنمية المستدامة، وسيلة هامة للتوفيق بين أهداف التنمية والقيود التي تفرضها البيئة، بحيث لا تتحقق التنمية على حساب البيئة.
مكونات وأنماط الاستدامة:
توجد عدة أنماط للاستدامة تمثل مكونات التنمية المستدامة، ويمكن إجمالها على النحو التالي:
الاستدامة المؤسسية:
تُعني الاستدامة المؤسسية بالمؤسسات الحكومية وإلى أي مدى تتصف تلك المؤسسات بالهياكل التنظيمية القادرة على أداء دورها في خدمة مجتمعاتها وحتى يمكن أن تؤدي دورها في تحقيق التنمية المستدامة، بجانب دور المنظمات غير الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني وإلى أي مدى يكون لتلك المؤسسات ودور في تنمية مجتمعاتها، وبجانب المؤسسات الحكومية وغير الحكومية ما مدى مشاركة القطاع الخاص متمثلاً في الشركات العاملة في المجالات المختلفة في خدمة المجتمع المحيط وخدمة أهداف التنمية بتلك المجتمعات.
الاستدامة الاقتصادية:
توصف التنمية بالاستدامة الاقتصادية عندما تتضمن السياسات التي تكفل استمرار الأنشطة الاقتصادية بالمجتمع وأداء الدور المنتظر منها، وتكون في نفس الوقت سليمة من الناحية الإيكولوجية فالتنمية الزراعية والريفية – على سبيل المثال – تتسم بالاستدامة عندما تكون سليمة من الناحية الإيكولوجية وقابلة للتطبيق من الناحية الاقتصادية وعادلة من الناحية الاجتماعية ومناسبة من الناحية الثقافية، وأن تكون إنسانية تعتمد على نهج علمي شامل، وتعالج التنمية الزراعية والريفية المستدامة بحكم تعريفها قطاعات متعددة لا تشمل الزراعة فقط بل المياه والطاقة والصحة والتنوع البيولوجي.
الاستدامة البيئية:
يُقصد بالاستدامة البيئية بأنها قدرة البيئة على مواصلة العمل بصورة سليمة، لذلك يتمثل هدف الاستدامة البيئية في التقليل إلى أدنى حد من التدهور البيئي، وتتطلب الاستدامة تغذيته بشكل طبيعي، بمعنى أن تكون الطبيعة قادرة على تجديد التوازن البيئي، ويمكن أن يتحقق ذلك بدمج الاعتبارات البيئية عند التخطيط للتنمية حتى لا يتم إلحاق الأضرار برأس المال الطبيعي وذلك كحد أدنى.
البشرية المستدامة:
بدأ الاهتمام واضحاً الآن بمدى ارتباط التنمية البشرية بمفهوم التنمية المستدامة، حيث تبرز هذه العلاقة من خلال الحاجة الى ايجاد توازن بين السكان من جهة والموارد من جهة أخرى .
معوقات التنمية المستدامة فى الدول النامية :
الفقر والديون الخارجية
المشكلات الاقتصادية الداخلية من التضخم والبطالة وتدنى مستويات الدخول
المشكلات الاقتصادية الخارجية من عجز الميزان التجارى وهروب رؤس الأموال للخارج
قصور النظم التعليمية عن مواكبة تطورات سوق العمل فى ظل مجتمعات المعرفة
الانفجار السكانى
سوء توزيع وتخصيص الموارد الاقتصادية
العادات والتقاليد الاستهلاكية السلبية
وتقترح الباحثة الآتى من أجل تفعيل دور التعليم فى تحقيق التنمية الاقتصادية فى ظل ابعاد التنمية المستدامة :
التطوير المستمر للمنظومة التعليمية .
تطوير التعليم من اجل الدخول لمجتمع المعرفة
الاهتمام وتشجيع المبدعين والمبتكرين والاهتمام بتدريس العلوم والرياضيات
الخروج من القوالب التدريسية الجامدة وتفعيل نظم تعليمية حديثة
الاهتمام بتدريس اللغات
الحد من التسرب من التعليم وفرض عقوبات صارمة على التسرب من التعليم وخصوصا الالزامى
ربط التعليم بسوق العمل والانتاج
تشجيع الابتكارات وبراءات الاختراع فى مجال الانتاج
الاهتمام بالتعليم الفنى واعتباره قاطرة مصر نحو التنمية الاقتصادية وبناء قاعدة صناعية اولية
توفير التمويل اللازم للتعليم وزيادة مخصصات التعليم فى الموازنة العامة للدولة
منع الازدواجية فى النظام التعليمى
توفير المعامل والمختبرات فى المدارس
تطوير التعليم الجامعى والاهتمام بالدراسات العلمية
نشر الوعى الثقافى والثقافة الاقتصادية
الاهتمام بتعليم المراة
تحويل النظام التعليمى بكافة مراحله من متلقى للمعرفة الى منتجة للمعرفة من اجل الاندماج فى منظومة الاقتصاد المعرفى
تنمية الوعى البيئى وتدريس مقررات الثقافة البيئية فى كافة المراحل التعليمية
الاهتمام بالدراسات البيئية
التركيز على تطوير الانتاج وخفض تكلفة التلوث من اجل دعم التنافسية العالمية
تدعيم ونشر الثقافة الاقتصادية الاستهلاكية لدى الافراد من أجل تحقيق الرشد فى استخدام الموارد .
حماية الموارد من النضوب من خلال ترشيد استخدامها .
البحث عن موارد بديلة للطاقة ودعم البحوث التى تركز على الطاقة النظيفة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى